- اقتباس :
عشر أدى إلى تغييرات في كل من الرأي العام والتشريعات المتعلقة بالعنف
المنزلي في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وفي عام 1850، أصبحت ولاية
تينيسي في الولايات المتحدة أول ولاية تجرم ضرب المرأة، وتبعتها ولايات
أخرى بنفس الخطوة. وفي عام 1878 أتاح قانون قضايا الزواج إمكانية طلب
المرأة في المملكة المتحدة لطلب الانفصال عن زوجها المسيء إليها. وبحلول
نهاية عام 1870 كانت معظم المحاكم في الولايات المتحدة تعارض حق الزوج في
تعذيب المرأة جسديا، وبحلول مطلع القرن العشرين كان بإمكان الشرطة أن تتدخل
في حالات العنف المنزلي في الولايات المتحدة، لكن الاعتقالات ظلت نادرة. و
قد بدأ الاهتمام حديثا في قضايا العنف المنزلي من قبل الحركة النسائية في
عام 1970، وخصوصا داخل الحركات النسائية وحقوق المرأة، والقلق بشأن تعرض
الزوجات للضرب على أيدي أزواجهن. وكان أول مرة يتم استخدام مصطلح "العنف
المنزلي"، ومعنى "الاعتداء على الزوج، والعنف في المنزل" في خطاب تم إلقاءه
في البرلمان في المملكة المتحدة في عام 1973. وفي عام 1974 تم تشكيل اتحاد
(مساعدة النساء) لمساعدتهن وخدمتهن، وتوفير الدعم العملي والعاطفي،
لمجموعة واسعة من النساء والأطفال الذين يواجهون العنف في انكلترا. ومع
صعود حركة الرجال في 1990، اكتسبت مشكلة العنف المنزلي ضد الرجال أيضا
اهتماما كبيرا.
الأسباب هناك نظريات مختلفة عديدة عن أسباب العنف المنزلي, منها النظريات
النفسيّة التي تدرس السّمات الشخصيّة والخصائص العقليّة لمرتكب الجريمة,
وكذلك النظريات الاجتماعية التي تنظر في العوامل الخارجية لبيئة مرتكب
الجريمة؛ مثل كيان الأسرة, الضغط, والتعلّم الاجتماعي. كما في كل الظواهر
المتعلقة بالتجربة البشرية؛ لا يوجد منهج كامل بإمكانه تغطية كل الحالات.
بينما هناك الكثير من النظريات حول الأسباب التي تدفع أي فرد للتصرف بعنف
تجاه شريكه العاطفي أو أفراد عائلته, هناك أيضاً اهتمام متزايد حول الدورات
الظاهرة بين الأجيال في العنف المنزلي. في أستراليا؛ تم تحديد أن مانسبته
75% من ضحايا العنف الأسري هم من الأطفال, بدأت خدمات لضحايا العنف المنزلي
مثل "أطفال مشرقون" تركز عنايتها على الأطفال الذين تعرضوا للعنف المنزلي.
ترجح الاستجابات التي ركزت على الأطفال أن خبرات الفرد طوال حياته تؤثر
على نزعته لممارسة العنف الأسري (سواء ضحيةً أو جاني). تقترح الدراسات
المؤيدة لهذه النظرية أنه من المفيد التفكير بثلاثة مصادر للعنف المنزلي:
التنشئة الاجتماعية لمرحلة الطفولة, التجارب السابقة للعلاقات الثنائية في
مرحلة المراهقة, ومستويات التوتر في حياة الفرد الحالية. إن الأشخاص الذين
راقبوا عنف والديهم تجاه بعضهم, أو كانوا هم أنفسهم تعرضوا للعنف قد
يمارسوا العنف في سلوكهم ضمن علاقاتهم التي يؤسسونها كبالغين.
الأسباب النفسيّة تركز النظريات النفسية على السمات الشخصيّة (تتضمن؛ الانفجارات المفاجئة
للغضب, ضعف السيطرة على الانفعالات, وضعف احترام الذات) والخصائص العقلية
للجاني. تشير نظريات متعددة إلى أن الاضطراب النفسي والاضطرابات الشخصية
الأخرى هي عوامل, وهذا الأذى الذي يتعرض له الأشخاص في مرحلة الطفولة يقود
بعضهم إلى أن يصبحوا أكثر عنفاً عندما يصبحوا راشدين. وقد وجدت الدراسات أن
هناك علاقة متبادلة بين جنوح الأحداث والعنف المنزلي في مرحلة البلوغ.
ووجدت أيضاً أن هناك ارتفاع في حالات الأمراض النفسيّة بين ممارسي ومرتكبي
العنف. على سبيل المثال, تشير بعض الأبحاث إلى أن حوالي 80% من الرجال في
دراسات العنف المنزلي معرضين لأمراض عقلية, عادةً, اضطرابات بالشخصيّة.
"تقدر نسبة الاضطرابات الشخصية بأكثر من 15-20% من عامة السكان [...] وكلما
أصبح العنف خطيراً ومتكرراً في أي علاقة زادت احتمالية الأمراض العقلية
عند هؤلاء الرجال بما يقارب 100%". يشير (دوتون) إلى أن التشكيل النفسي
للرجال الذين يسيئون معاملة زوجاتهم تظهر أن لديهم قلق طويل الأمد تطور
مبكراً في حياتهم. على كل حال, فإن هذه النظريات النفسية غير متفق عليها:
يرجح (جيليس) أن هذه النظريات النفسية محدودة, ويشير إلى أن الأبحاث الأخرى
وجدت أنه فقط 10% (أو أقل) ينطبق عليهم هذا التشكيل النفسي. ويناقش أن
العوامل الاجتماعية مهمة, بينما السمات الشخصية, والأمراض العقلية أو
النفسية أقل تأثيراً.
أشكال العنف المنزلي إن جميع أشكال العنف المنزلي لها هدف واحد وهو كسب السيطرة على الضحية
والحفاظ عليها. يستخدم المعتدون أساليبًا كثيرةً لممارسة قوتهم على الزوج
أو الشريك: كالسيطرة، والإذلال، والعزل، والتهديد، والتخويف، والحرمان،
واللوم.
جسدياً العنف الجسدي هو عنف يتضمن احتكاك يهدف إلى التسبب في الشعور بالخوف،
والألم، والجرح، أو التسبب في المعاناة الجسدية، أو الأذى الجسدي. يشمل
العنف الجسدي الضرب، الصفع، اللكم، الخنق، الدفع، الحرق، وغيرها من أنواع
الاحتكاك التي تؤدي إلى الإصابة الجسدية للضحية. ويمكن أن يشمل العنف
الجسدي السلوكيات أيضاً مثل حرمان الضحية من الرعاية الطبية عند الحاجة،
وحرمان الضحية من النوم أو وظائف أخرى ضرورية للعيش، أو إجبار الضحية على
الانخراط في استخدام المخدرات والكحول ضد إرادتها. إذا كان الشخص يعاني من
أي أذى جسدي فهذا يعني أنه يواجه عنفًا جسديًا. هذا العنف يمكن أن يواجهه
في أية مرحلة. ويمكن أن يشمل أيضاً توجيه الأذى الجسدي على أهداف أخرى مثل
الأطفال، أو الحيوانات الأليفة وذلك من أجل إلحاق الأذى النفسي للضحية.
جنسياً العنف الجنسي هو أي وضع يتم فيه استخدام القوة أو التهديد من أجل الحصول
على مشاركة في نشاط جنسي غير مرغوب. إجبار الشخص على الانخراط في ممارسة
الجنس، رغماً عنه، حتى لو كان هذا الشخص هو الزوج أو الشريك الحميم الذي
سبق أن مارس الجنس بالتراضي، فهو عمل من أعمال العدوان والعنف. وتعرف منظمة
الصحة العالمية العنف الجنسي على أنه: • أي فعل جنسي، أو محاولة للحصول
على فعل جنسي، أو تعليقات أو تحرشات جنسية غير مرغوب فيها، أو أفعال مشبوهة
أو موجهة بطريقة أخرى، ضد الحياة الجنسية للشخص باستخدام الإكراه، من قبل
أي شخص بغض النظر عن علاقته بالضحية، وفي أي مكان، إذْ لا تقتصر على المنزل
والعمل. الاغتصاب الزوجي، والمعروف أيضا باسم الاغتصاب الزواجي، هو عدم
الرضا بممارسة الجنس في حال كان المرتكب هو زوج الضحية. وعلى هذا النحو فهو
يعتبر شكلًا من أشكال اغتصاب الشريك، والعنف المنزلي، والاعتداء الجنسي.
في الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر الاغتصاب الزوجي غير قانوني في جميع
الولايات الخمسين. وفي كندا، تم تجريم الاغتصاب الزوجي في عام 1983، عندما
تم إجراء تغييرات قانونية عديدة، بما في ذلك تغيير قانون الاغتصاب إلى
الاعتداء الجنسي، وجعل القوانين محايدة بين الجنسين. أما في أستراليا فقد
بدأ تجريم الأمر في ولاية نيو ساوث في عام 1981، وتلتها كل الولايات الأخرى
من عام 1985 إلى 1992. ومنعت نيوزلندا الاغتصاب الزوجي في عام 1985،
ومنعته إيرلندا في عام 1990. وفي إنجلترا وويلز، أصبح الاغتصاب الزوجي غير
قانوني في عام 1991، وذلك عندما تم إلغاء إعفاء الاغتصاب الزوجي من قبل
لجنة الاستئناف في مجلس اللوردات، في حالة R v R. أنواع الاعتداء الجنسي ما
يلي: 1- استخدام القوة الجسدية لإجبار الشخص على المشاركة في فعل جنسي ضد
رغبته أو رغبتها، سواء اكتمل الفعل أو لم يكتمل. 2- محاولة أو اكتمال
ممارسة الجنس بمشاركة شخص غير قادر على فهم طبيعة أو حالة الفعل، أو غير
قادر على رفض المشاركة، أو غير قادر على إيصال فكرة عدم الرغبة في المشاركة
في ممارسة الجنس، على سبيل المثال، بسبب عدم النضج لكونه دون السن
القانونية، أو بسبب المرض، أو العجز، أو كونه تحت تأثير الكحول أو المخدرات
الأخرى أو بسبب التهديد أو الضغط.
العنف العاطفي (يسمى أيضًا العنف النفسي أو الفكري) ويشمل الاعتداء على الضحية وإذلاله إما سراً أو علناً, التحكم
بالممارسات التي يمكن أو لا يمكن للضحية القيام بها, إخفاء بعض الحقائق عن
الضحية, تعمد إحراجه أو الانتقاص من قيمته, أيضًا عزل الضحية اجتماعيًا
بإبعاده عن عائلته وأصدقائه بالإضافة إلى ذلك يتم ابتزاز الضحية بإيذاء
الأخرىن من حوله متى ما شعر بالسعادة والاستقلال الذاتي. من صور الاعتداء
العاطفي أيضًا الحيلولة بين الضحية وكل ما قد يحتاجه من موارد أساسية في
حياته كالمال مثلاً. هذا وكل ما قد يتسبب بإهانة الإنسان يندرج تحت مسمى
العنف العاطفي. العنف العاطفي يتضمن أي إساءة لفظية يمكن أن تحمل خلالها
تهديدًا للضحية, أو إخافته, أو التقليل من قيمته أو ثقته بذاته أو تقييد
حريته. من صور العنف العاطفي أيضًا أن يتم تهديد الضحية مع إيذائه جسديًا
كمثال لذلك: يهدد الضحية بأنه سيقتل في حال فكر بأن يتخلى عن علاقته
بالجاني. بالإضافة إلى ذلك يهدد الضحية بأنه سوف يفضح علنًا إذا ما أقبل
على هكذا تصرف. من الصور الأخرى للعنف العاطفي هو الانتقاد المستمر بتوجيه
الشتائم المستمرة إلى الضحية وإطلاق بعض العبارات عليه مما من شأنه أن يقلل
من ثقته بنفسه وهذا ما يسمى بالعنف اللغوي العاطفي. أيضًا غالبًا ما يقوم
الجاني باستخدام الأطفال للتمادي في العنف العاطفي على الضحية وذلك بتلقين
الأطفال بعض العبارات القاسية لترديدها على مسامع الضحية. من جانب أخر نرى
أن الجاني يقوم بتضليل الضحية بأن يتصرف تصرفات ليست منطقية بغرض تشتيت
تركيز الضحية كأن يقول شيءًا وهو يعني شيءًا أخر أو يفعل شيءًا ويقصد منه
شيءًا أخر وفي المقابل يشعر الضحية بعدم الأمان ويبدأ بمسائلة نفسه هل هو
فعلاً يتعرض لعنف عاطفي أم هو متوهم بذلك أو قد يشعر بأن ما يتعرض له من
عنف عاطفي ما هو إلا بسببه. يقوم الجاني في العنف العاطفي بجهد كبير لفصل
الضحية وعزله وعدم السماح له بالتواصل مع عائلته وأصدقائه وهذا يتسبب
بإبعاد الضحية عن أي شخص قد يكون له دور في إقناعه بالتخلي عن العلاقة التي
تربطه بالجاني. أيضًا من الأساليب المتبعة في العنف العاطفي إبعاد الضحية
عن أي موارد قد تشكل مصدر قوة يعود إليها إذا ما قرر التخلي عن العلاقة. كل
ذلك يتسبب للضحية بالعزلة نتيجة للضرر الذي أدى إلى شك الضحية بمقدار قوته
الداخلية, لذلك كثير ما نجد ضحايا العنف العاطفي في حالة من اليأس
والإحباط ويصور لهم استحالة الهرب من وضعهم الحالي. غالبًا ما يشعر ضحايا
العنف العاطفي بأنهم لا يمتلكون أنفسهم ودائمًا ما يشعرون بأنهم تحت سيطرة
الأخرىن التامة. الرجال والنساء على حد سواء ممن تعرضوا للاعتداء العاطفي
عادةً ما يعانون من الاكتئاب وذلك يزيد من احتمالية تعرضهم للانتحار,
إضرابات الأكل, إدمان المخدرات والكحوليات.
الآثار على الاطفال